topmix
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

عمربن المختار وكفاحة

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

عمربن المختار وكفاحة Empty عمربن المختار وكفاحة

مُساهمة  matrixman الخميس أبريل 17, 2008 10:14 am

عمربن المختار وكفاحة Image002
الشيـــخ المجـــاهد
رحمه الله


الطريق إلى عمر المختار (1) .. حكاية شاهد عيان
في مدينــة الرســول ...

أثناء مغادرتي لمسجد النبي صلى الله عليه وسلم، شعرت بيد تمسك بيدي وعندما التفت وقعت عيناي على سيدي محمد الزوي السنوسي :- كم أنا مسرور برؤيتك يا بني .. بعد هذه الشهور الطويلة.. ليبارك الله خطواتك في مدينة رسوله المباركة. وعلى امتداد الشارع المؤدي من مسجد الرسول وحتى السوق الرئيسية.. سرنا معا وببطء شديد جنبا إلى جنب ويدا بيد.

كان سيـدي محمد (ببرنسه) الشمال أفريقي الأبيض.. ذو شهرة واسعة في المدينة.. حيث كان ولا يزال يقيم بها منذ سنوات.. وكان العديد من الناس يستوقفوننا ونحن نسير معا، ليحيونه باحترام شديد.. ليس فقط لسنواته السبعين ولكن لشهرته أيضا كقائد من قادة جهاد ليبيا البطولي من أجل الاستقلال.

- أريدك أن تعـرف يا بني .. أن السيـد أحمد في المدينة.. وصحته ليست على ما يرام .. سوف يسر جدا برؤيتك .. كم ستمكث هنـا .. ؟

- فقط .. إلى ما بعد الغد .. ولكنني وبكل تأكيد سوف لن أغادر المدينة إلا بعد رؤية سيدي أحمد.

- وهل توافقني على أن نذهب إليه معا الآن ... ؟

- نعم .. وبكل سرور.

المحـــارب الكبـــير

ليس هناك في جزيرة العرب كلها من أحببته كما أحببت السيد أحمد .. لأنه ضحى بنفسه وبكل ما يملك تضحية كاملة - مجردة من المنافع الشخصية – من أجل قيمه المقدسة ومثله العليا .. وكرس كامل حياته تلميذا ومحاربا .. من أجل إحياء المجتمع المسلم روحيا .. ومن أجل استقلاله سياسيا .. وقد كان يعرف جيدا أنه لا يمكن الحصول على أحدهما دون الآخر .. والآن لا زلت أتذكر جيدا أول لقاء لي مع السيد أحمد .. منذ سنين عديدة بمكة المكرمة .

إلى الشمال من المدينة المقدسة يقع جبل (أبو قبيس) الذي يرد ذكره في الكثير من الحكايات والأساطير والتقاليـد القديمة.. يتـوج قمته مسجد صغير أبيض ذو مئذنتين، يطل على منظر جميل في وادي مكة، حيث يقع مسجد الكعبة المشرفة في أسفله.. وتنتشر البيوت الزاهية الألوان من كل الجهات المحيطة متسلقة سفوحه الحجرية الجرداء باتجاه القمة.

وتحت قمة جبل (أبو قبيس) بقليل يقع مجمع حجري معلق فوق شرفات ضيقة كأعشاش النسور، ذلك هو المقر المكي ; للإخوة السنوسية ; وفيه يقيم الشيخ العجوز الذي قابلته هناك .. الذي نفي قصرا عن وطنه .. وسدت في وجهه كل الطرق المؤدية إلى منزله في برقة بعد ثلاثين سنة من الجهاد.

وبعد رحلته الطويلة التي استمرت لأكثر من سبع سنوات من المغامرة والجهاد بين البحر الأسود وجبال اليمن .. كان خلالها يحمل اسما مشهورا في العالم الإسلامي بأسره، إنه السيد (أحمد الشريف) إمام السنوسية.

لم يكن هناك اسم آخر سبب الأرق للحكام المستعمرين في شمال أفريقيا.. حتى الأمير عبد القادر الجزائري في القرن التاسع عشر..أو المغربي عبد الكريم الذي كان شوكة قوية أقضت مضاجع الفرنسيين، وأقلقهم في الأيام الأخيرة.

فعلى الرغم من أن هذين الرجلين لا يمكن أن يسقطا من ذاكرة المسلمين.. إلا أنهما حققا أهدافا سياسية فقط .. بينما حقق السيد أحمد وطريقته بالإضافة إلى ذلك قوة روحية كبيرة منذ سنين عديدة.

اللقـــاء الأول

كان أول لقاء جمعني بالسيد أحمد الشريف ..عندما قدمني إليه قائد الصراع الاندونيسي من أجل التحرر السياسي .. صديقي (حاجي أغوس سليم) من جزيرة جاوا .. الذي جاء إلى مكة المكرمة لأداء مناسك الحج .. وحينما علم السيد أحمد بأنني حديث الإسلام مد إلي يده باحترام شديد وهو يقول:

- مرحبا بك بين إخوانك .. يا أخي الصغير.

آثار الألم والمعاناة تبدو واضحة جلية على جبين هذا المحارب الكبير .. الذي سلخ أغلب سني عمره من أجل الإيمان والحرية .. تراه فتدرك أنه متعب .. بلحيته الرمادية الصغيرة والتجاعيد التي تغطي وجهه الحزين .. ورموشه التي تتحرك ببطء شديد فوق عينيه الناعستين من شدة التعب .. وبصوته الرقيق ذي النبرة المفعمة بالحزن الذي يتوهج - أحياناً - بالنشاط والحيوية .. فتصبح العينان أكثر حدة وإشراقا.. وترتفع يده من بين ثنايا (برنسه) الأبيض كجناح نسر.

الشيـــخ المجـــاهد

هذا هو الشيخ المجاهد وريث فكرة ورسالة.. لو قيض لهما أن تنجزا لساهم ذلك في نهضة الإسلام الحديث.. حتى في كبره ومرضه وتوقف مشاريعه وأعماله لم يفقد هذا البطل الشمال أفريقي توهجه ولمعانه.. ولم ييأس مطلقا.

ولم لا .. وقد كان يدرك جيدا أن أمله في إعادة الإحياء الديني والسياسي من خلال الروح الإسلامية الحقيقية - الذي ناضلت من أجله الحركة السنوسية طويلا - لا يمكن القضاء عليه أو محو آثاره من قلوب المسلمين.

كان جد السيد أحمد .. هو ذلك العالم الجزائري الكبير محمد بن علي السنوسي - نسبة إلى عشيرته بني سنوس - أول من فكر - في النصف الأول من القرن التاسع عشر - في تأسيس حركة إسلامية على أساس (الأخوة الإسلامية) يمكن أن تمهد الطريق لإقامة دولة إسلامية بالمعنى الصحيح.

وبعد سنوات من التجوال والدراسة في العديد من البلدان العربية.. أسس السيد محمد بن علي الزاوية الأولى في جبل (أبي قبيس) بمكة المكرمة.. وفي وقت قصير جدا.. صار لـه كثير من الأتباع والأنصار من بدو الحجاز .. لكنه لم يمكث بمكـة طويـلا .. بل غادرها عائـدا إلى شمال أفريقيا.. ليستقر أخيرا في (الجغبوب) واحة في الصحراء بين برقة ومصر .. ومن هناك انتشرت رسالته كالبرق لتشمل جميع أنحاء ليبيا.. تعدتها بعد ذلك إلى أنحاء أخرى من البلدان المجاورة وغيرها.

وعندما توفي سنة (1859) كان السنوسيون - كما أصبح أتباعه يعرفون فيما بعد - يسيطرون على دولة مترامية الأطراف تمتد من شواطئ البحر المتوسط إلى داخل منطقة الطوارق بالصحراء الجزائرية وحتى أعماق أفريقيا الاستوائية.
matrixman
matrixman
matrix
matrix

المساهمات : 25
تاريخ التسجيل : 22/10/2007

https://top-mix.own0.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عمربن المختار وكفاحة Empty رد: عمربن المختار وكفاحة

مُساهمة  TOOTTY الخميس أبريل 17, 2008 10:40 am


مشكووووررر
اتمني الجديد
TOOTTY
TOOTTY
matrix
matrix

المساهمات : 38
تاريخ التسجيل : 23/10/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى